Sunday, October 25, 2009

رائحة الشمس

رائحة الشمس

ما نحن - الرجال - إلا أطفال أمهاتنا. مهما كبرنا أو استطلنا تظل أمهاتنا حاملات أسرار لمعجزات نظل نرتجيها. ولقد كانت معجزة أمي أنها تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا المغسولة.
سأظل أتذكر أنها كانت تجمع الغسيل بعد جفافه عندما تبدأ الشمس رحلة هبوطها بعد العصر، وعلى الكنبة التي بركن الصالة ترتفع كومة الثياب النظيفة. وفي هذه الكومة كنت ألقي بنفسي لأغرق في رائحة الشمس، فلقد كانت الثياب النظيفة تلك تمنح أنفاسي رائحة لم تكن في وعيي غير رائحة الشمس راحت كومة الثياب عن كنبة الصالة وغابت إلى الأبد.
وكبرت أنا إلى حد أنه حتى لو ظلت الكومة ما كنت أستطيع أن ألقي بنفسي فيها.وكل ما أستطيعه الآن هو أن أوصي زوجتي بأن لا تجمع الغسيل المنشور إلا بعد العصر , وبزعم أنني أساعدها في جمع الغسيل ألتقط قطعة منه وأغرق وجهي فيها.
تضحك زوجتي قائلة: "كف عن الوسوسة"، تحسبني أتشمم الغسيل لأتيقن من نظافته، فهي لا تعرف أنني أبحث عن معجزة من كانت تخبئ بعضا من الشمس في ثيابنا أبحث عن عطر أمي.

قصة قصيرة لمحمد المخزنجي.

2 comments:

Anonymous said...

...
i cried

Anonymous said...

very touching!

and you wives are always defensive, thinking we are looking for flaws in ur work while it might be just the opposite thing :)